[فقد يخطئ الفاضل ، ما لم يكن معصوماً]...!
___________________________
قال ابن حزم
:"..ولا تستوحش مع الحق إلى أحد ، فمن كان معه الحق ؛ فالخالق تعالى معه. ولا
تبال بكثرة خصومك ، ولا بقدم أزمانهم ، ولا بتعظيم الناس إياهم ، ولا بعدتهم ، فالحق
اكثر منهم وأقدم وأعز عند كل أحد ، وأولى بالتعظيم.
واذا شئت ان تتيقن فساد مراعاة ما ذكرنا ؛ فتأمل
اهل كل ملةٍ ، وكل أمةٍ ؛ فأنك تجحدهم مطبقين على أسلافهم وصفتهم بكل فضيلة ، وبكلِّ
خير ، وذم أسلاف من خالفهم.
وتأمل كل قول يقال ، فقد كان القائلون به في أول
أمره قليلاً، واكثر ذلك يرجع إلى واحدٍ ، ثم كثر أتباعه. وفتش كل قول قديم ، تجده قد
كان ابن ساعةٍ ، بعد أن لم يكن ، ثم مرت عليه الأيام والشهور والسنون والدهور.
واعلم ان
مراعاة هذه الأمور : من ضعف العقل ، أو قلة العلم ، ولا تبال أيضا وإن كانوا فضلاء
على الحقيقة ، فقد يخطئ الفاضل ما لم يكن معصوماً.
ولو ان ذلك الفاضل لاح له ما لاح لك ؛ لرجع إليك ولو لم يفعل ؛ لكان غير فاضل ! ".
"التقريب
لحد المنطق" (ص: 193)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق